متفرقات

الواي فاي.. عندما ظهرت خاصية الإنترنت الأشهر بالصدفة البحتة!

أحيانا ما تلعب الصدفة دور البطولة في الأحداث التاريخية، فبينما سقطت التفاحة على رأس نيوتن لتنبهه إلى وجود الجاذبية الأرضية، جاءت المحاولة الفاشلة من علماء استراليا لتطبيق نظرية الثقوب السوداء، لستيفن هوكينج، لتقودهم إلى اكتشاف الواي فاي.

محاولات فاشلة

تتعدد الاكتشافات التي ظهرت على يد علماء أو مبتكرين من استراليا، إلا أن «الواي فاي» ربما يكون هو أكثر تلك الاكتشافات شهرة، وأكثرها غرابة أيضا، ليس لأمر معيب فيه، بل يتمثل السبب في طريقة الاكتشاف التي أتت بالصدفة البحتة.

يعود الأمر إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما سعى الفيزيائي والمهندس الاسترالي، جون او سوليفان، إلى الاستفادة العملية من نظريات العالم الفيزيائي الراحل، ستيفن هوكينج، والتي تتحدث عن انبعاثات خارجة من الثقوب السوداء، لذا حاول المهندس الاسترالي الطموح أن يدرس تلك الإشارات لكشف بعض الحقائق الغامضة عن هذا الأمر.

وجد سوليفان بعض الإشارات الضعيفة، التي عجز عن تمييزها عن الإشارات الناجمة عن الكون بأسره، وخاصة مع قلة حجمها وتشوها بسبب الغازات المحيطة، لذا ابتكر العالم الفيزيائي وكذلك فريق عمله الاسترالي، جهازا يمكنه عزل الإشارات عن أي شيء آخر، ما لم يفيده حينئذ، إلا أنه أفاد البشرية باكملها لاحقا.

ابتكار الواي فاي

في عام 1992، وبينما مرت أعوام، كانت كافية لسوليفان وفريقه، من أجل نسيان محاولاتهم السابقة في تتبع انبعاثات الثقوب السوداء، والتي باءت بالفشل، قامت هيئة البحوث الأكبر في استراليا، والمعروفة باسم CSIRO، بتكليف سوليفان بمهمة عاجلة.

تمثلت المهمة الحكومية المكلف بها العالم الفيزيائي الشاب، في ذلك الوقت، بابتكار طريقة جديدة، تمكنهم من توصيل أجهزة الحاسوب ببعضها البعض، من دون استخدام أي أسلاك كهربائية تربط بينهم، ما بدا طلبا عجيبا في بداية الأمر، قبل أن يتذكر سوليفان ابتكاره غير المفيد.

عاد جون او سوليفان للوراء عدة سنوات، حين ابتكر جهاز تحديد الإشارات وفصلها لدراسة انبعاثات الثقوب السوداء، حيث لم يحقق هدفه حينئذ للأسف، لكنه أفاده بوضوح في تلك اللحظة، إذ استخدم سوليفان جهازه الغامض من أجل وضع قواعد تشغيل نظام توصيل الأجهزة الإلكترونية دون أسلاك، لتحقق الهيئة الاسترالية بلايين الدولارات بفضل ابتكاره، المعروف الآن في العالم بأسره باسم الواي فاي.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
قل ودل تكنولوجيا اشترك في إشعاراتنا لمعرفة جديدنا أولا بأول
أقال
السماح بالإشعارات